تويتر العرب – الرياض
أعلنت المملكة العربية السعودية الثلاثاء تمديد خفض إنتاج النفط بمقدار مليون برميل يوميًا حتى نهاية العام، في سعيها لدعم الأسعار التي تشهد تراجعًا.
وأعلنت وزارة الطاقة في بيان أنّ “المملكة العربية السعودية ستقوم بتمديد الخفض التطوعي، البالغ مليون برميل يوميًا والذي بدأ تطبيقه في شهر تموز/يوليو لثلاثة شهورٍ أخرى، أي حتى نهاية شهر ديسمبر (كانون الأول) من عام 2023”.
وأشارت الوزارة إلى أن إنتاج المملكة خلال الشهور الثلاثة الأخيرة من العام “سيكون ما يقارب 9 ملايين برميل يوميًا”. وهو أقل بكثير من قدرتها اليومية البالغة نحو 12 مليون برميل.
أعلنت السعودية، اكبر مصدّر للنفط الخام، هذه الخطوة لأول مرة في أعقاب اجتماع في حزيران/يونيو الفائت لتكتل أوبك+، الذي يضم أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط وعشرة من حليفاتها بما فيها روسيا، ودخل حيز النفاذ في تموز/يوليو.
وفي مطلع آب/أغسطس، أعلن تمديد الخفض لشهر آخر ليشمل شهر أيلول/سبتمبر مع إمكانية تمديد أو تمديد وزيادة هذا الخفض”.
لكنّ اخر إعلان الثلاثاء لتمديد الخفض خلال تشرين الأول/أكتوبر أبقى على الخفض عند نفس المستوى.
مراجعة شهرية لخفض إنتاج النفط
وذكرت الوزارة في بيانها أنّه أنه “ستتم مراجعة قرار هذا الخفض، بشكل شهري، للنظر في زيادة الخفض، أو زيادة الإنتاج”.
من جهتها، أبقت روسيا خفض صادراتها النفطية بمعدل 300 ألف برميل يومياً حتى نهاية 2023، وفق ما أعلن، اليوم الثلاثاء، نائب رئيس الوزراء الروسي ألسكندر نوفاك، وذلك في موازاة إعلان السعودية تمديد خفض إنتاجها بمعدل مليون برميل يومياً.
وقال نوفاك على حساب “تليغرام” للحكومة الروسية، بحسب ما نقلته “فرانس برس”، إنّ “روسيا ستمدد الخفض الطوعي… لشحنات النفط للأسواق العالمية بمعدل 300 ألف برميل يومياً حتى نهاية ديسمبر 2023”.
ويشكل تراجع الطلب على النفط مخاطر على الرياض، التي شهدت تراجع احتياطياتها الأجنبية إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2009، وفق ما أوردته في وقت سابق وكالة بلومبيرغ الأميركية.
وأقرت السعودية خفضاً إضافياً على إمدادات النفط في يوليو/تموز الماضي، فضلاً عن التخفيضات التي أجريت بالفعل مع الشركاء في تحالف “أوبك+” وتمتد لنهاية 2024، فيما تجري مراجعتها على أساس شهري.
ارتفعت أسعار النفط إلى أعلى مستوى لها منذ ستة أشهر فوق 88 دولاراً للبرميل في لندن، الشهر الماضي، لكنها تراجعت منذ ذلك الحين، حيث تواجه الصين، أكبر مستورد، أزمات تراوح من البطالة بين الشباب إلى الاضطرابات في سوق العقارات وبنوك الظل.
وفي حين أنّ معظم دول التحالف لم تتمكن من مساعدة السعوديين في إجراء تخفيضات أعمق في الإمدادات، فقد انضمت موسكو إليها متأخرةً.
إنتاج النفط الأميركي يبلغ الذروة خلال العام الجاري
في غضون ذلك، يتجه النفط الأميركي إلى بلوغ ذروة الإنتاج خلال العام الجاري عند 12.8 مليون برميل يومياً، حسب ما ذكرت نشرة “أويل برايس” الأميركية في تقرير، مساء أمس الاثنين.
وبحسب بيانات من شركات النفط الصخري، تراجع نشاط الحفر في مكامن رئيسية للزيت الصخري خلال الربع الثاني المنتهي في يوليو/تموز الماضي.
وأبلغ جميع مقدمي خدمات حقول النفط الرئيسيين في تقاريرعن تباطؤ الأعمال في أميركا، حيث قال الرئيس التنفيذي لشركة “ليبرتي إنيرجي” كريس رايت: “خلال الربع الثاني، شهدنا انخفاضاً في نشاط التكسير الهيدروليكي”، وهو العملية الجيولوجية التي تستخدم في استخلاص النفط من الصخور.
ووفق تقرير “أويل برايس” الأميركية، تقوم شركات التنقيب والإنتاج الأميركية بحفر عدد أقل من الآبار وتحتفظ بحد أقصى لاستثماراتها لزيادة الإنتاج بدلاً من حفر آبار جديدة. وانخفضت أسعار النفط بشكل كبير خلال العام الماضي، ما خلق ارتباكاً لشركات النفط الصخري التي تعاني من الديون وارتفاع كلفة الإنتاج مقارنة بكلفة النفط التقليدي.
ويرى محللون أن طفرة النفط الصخري في الولايات المتحدة قد انتهت، وأن أي نمو مستقبلي في الإنتاج سيكون بمعدلات بطيئة. ولكن إدارة معلومات الطاقة الأميركية، ترى أن إنتاج النفط سينمو أكثر إلى 13.1 مليون برميل يومياً في عام 2024، وهو ما سيكون رقماً قياسياً آخر.
وتعتبر إدارة معلومات الطاقة بمثابة الجهة التي تراقب توجهات الطاقة لصالح الحكومة الأميركية، وتصدر بيانات النفط والغاز في الولايات المتحدة.
في ذات الصدد، كتب محلل الطاقة في “رويترز” جون كيمب: “عندما يصل سعر النفط إلى ذروته، يستغرق الأمر حوالى خمسة أشهر حتى تتمكن أنشطة الحفر من اللحاق بالركب، ويستغرق الأمر أيضاً 12 شهراً حتى يتكيف الإنتاج بعد الذروة.
ووفقاً لكيمب، بلغت أسعار النفط ذروتها في يونيو/حزيران من العام الماضي، ما يعني أنّ إنتاج الولايات المتحدة من النفط يجب أن يصل إلى ذروته في الوقت الحالي.
وجاء القرار السعودي في أعقاب القرار الصادر في نيسان/ابريل من قبل العديد من أعضاء تحالف “أوبك بلاس” الذي يضم روسيا بخفض الإنتاج طواعية بأكثر من مليون برميل يوميا، وهي خطوة مفاجئة دعمت الأسعار لفترة وجيزة لكنها فشلت في تحقيق انتعاش دائم.
وفي تشرين الأول/أكتوبر الماضي، قرر تكتل أوبك+ خفض الإنتاج بواقع مليوني برميل يوميا.
وارتفعت أسعار الذهب الأسود في تموز/يوليو، في أول شهر دخل الخفض السعودي حيز النفاذ وتجاوزت 80 دولار للبرميل.
ويقول محللون إن المملكة تحتاج إلى أن يتم تسعير النفط بنحو 80 دولارًا للبرميل لموازنة ميزانيتها.